الخميس، 27 نوفمبر 2014

السواك

من الواجب علي كممرضة عند استلام المرضى الجدد لابد لنا من الكشف البدني الكامل عليهم 
وفي احدى الايام استلمت مريضة عمرها تجاوز المائة سنة "ماشاء الله تبارك الرحمن" 

وعندما وصلت بالكشف الى منطقة الفم رأيت بأن أسنانها كاملة ومرتبة ولم يسقط منها شيء؟ 

فمن الطبيعي ظننت بأنها مستعاره فسألت ابنتها: متى قامت بعملية زراعة الاسنان ؟ 

فضحكت البنت وقالت بل هي أسنانها الطبيعية =)
فتفاجأت بهذا "ماشاء الله تبارك الرحمن" 
فسألتها ماهو سرها ؟ 

قالت: الســـــــــــــــــــــواك . 

ثم أكملت وقالت : لم يسقط السواك من فاها منذ أن كانت فتاة صغيرة بالعمر.


فسبحان الله تذكرت مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم لأستعمال السواك وكم حرص على امتة للمداومة عليه. 

وعلى ذكر السواك تذكرت قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما داعب فاطمة رضي الله عنهما  بقوله

حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك *** ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ

السبت، 6 سبتمبر 2014

أول الحكايا

السلام عليكم
زي ما انتوا شفتوا ان المدونة راح تكون ان شاء الله عن قصص او حكايا تواجهني شخصيا في العمل  و احس انها رسخت في قلبي او عقلي او كلاهما

طبعا را اكتبها باللغة الفصحة عشان تكون اكثر تأثير D=
_______________________________________________________________


بما انني سأروي لكم حكاياي التي تواجهني في عملي كممرضة فمن الاحرى ان اروي لكم قصتي كيف أصبحت ممرضة؟

بسم الله نبدأ =) 

منذ صغري كنت أطمح أن أكون طبيبة لكي يفخر بي المجتمع وأكون شخصا منجزا وأضع بصمتي في الحياة. فقد تربيت "كما هو معروف في أغلب العوائل في  العالم العربي"  على أن الطب هو التخصص الوحيد الذي يرفع رأس العائلة وهو التخصص الوحيد الذي يضمن لك مستقبل ذهبي(كفتاة) . و على النقيض فأن سمعة الممرضات كانت سيئة جدا الى درجة انني أكره هذا التخصص كرها شديدا ليس لسبب معين ولكن لان المجتمع يكره.

كنت أدعوا الله يوميا منذ ان كنت في الصف السادس الابتدائي الى سنة الاخيرة في الثانوية أن أدخل كلية الطب. تخرجت من الثانوي بمعدل مرتفع جدا فكنت فخورة به وكنت مؤمنة بأنه بوابتي السحرية لدخول عالم الطب ولكن .....
لا تجري الرياح بما تشتهي السفن. فقد كانت درجاتي بإختبار القدرات منخفضة نسبيا لذا إضررت الى التقديم في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

قبلت بالجامعة وكان نظام الجامعة ان ذاك سنة تحضيرية دون تخصص. وبعد السنة فإن  تخصصك يعتمد على معدلك الدراسي.
انتهيت من السنة التحضيرية بمعدل 4.25 من 5  . وكان شرطهم في تلك السنة لدخول  الطب أن يكون معدلي 4.50 من 5 فقبلت بالتمريض.

فكانت صدمة أقوى من أي عاصفة رعدية مرت على جنس البشر وكنت احدث نفسي قائلة : أنا مروى بعد ما كنت اريد أن أكون طبيبة أكون ممرضة .... خادمة

فبدأت بالبكاء كالأطفال وكان هذا اليوم من أسوا أيام حياتي وكنت سيئة الحظ  << أو كما ظننت .

عندما علم والداي بأنني قبلت بالتمريض أخبراني أن أسحب ملفي وأعود لادرس بجامعة الدمام ولكنني رفضت تحديا لنفسي بأنني سأرفع معدلي الدراسي و سأحول الى كلية الطب.

 وكانت تلك السنة سنة وهمية بالنسبة لي لان الجميع وحتى والدتي عندما يسألني الجميع ماهو تخصصك أقول لهم ورأسي مطأطأ الى الأرض : كليات صحية.  (فقط دون ذكر أي تخصص من شدة العار الذي كنت أحس به.)

وبعد أن بدأت أول سنة تمريضية لي بالجامعة كنت أذهب الى الجامعة ورأسي منزل الى الأرض و أقول لنفسي: لن أبقى هنا الى الأبد لن أكون خادمة .

وفي تلك السنة كان التحول العجيب فمن الكره الشديد لهذا التخصص الى الحب الا متناهي له . بعدما تعمقت في الدراسة في تلك السنة علمت بأن التمريض تخصص راقي يحتاجة المجتمع. علمت بأنه تخصص احترافي (professional) وليس كما يظنه المجتمع.

ومن ثم قلت في نفسي لما أريد الطب؟؟؟ أمن أجل اعانة المرضى والتخفيف عنهم أم من أجل المجتمع؟

فإن كنت اريد مساعدة المرضى كما كنت أدعي .. فهم بحاجة الى ممرضة مسلمة تفهمهم و تخفف عنهم وتقرأ عليهم بعض من ايات الرقية الشرعية وتهتم بهم.
وان كان من اجل المجتمع فمهما كنت فلن أرضي جميع الناس .

أستخرت الله كثيرا  ثم أخترت التمريض 3>


بعد أن اخترت التمريض عزمت أن أغير نظرة الناس عن هذا التخصص العظيم الذي بدأ على يد أحدى الصحابيات الجليللات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهي رفيدة الأسلمية عليها السلام  وكان الرسول عليه السلام يثني عليها و يعتمد عليها في تضميد الجرحى م الصحابى.

فبدأت برحلتي في محاولة تغير نظرة المجتمع للتمريض. كانت رحلة قاتلة و مدمية كنت أبكي من هول ما أرى من المجتمع لكوني ممرضة وللأسف كانت أغلب الطعن يأتيني من افراد العائلة ولكنني توكلت على الله وتحملت وصبرت الى أن أصبح الجميع يرفع رأسة بي ويفخر لكوني ممرضة =")

ربما تتسائلون مالذي فعلتة حتى وصلت الى هدفي ؟؟؟؟

لم أفعل المعجزات =)
علمت بأن ما أفعلة في مجتمعي الخارجي سيأثر على سمعة التمريض فوضعت جل تركيزي على إصلاح  نفسي.
 أصبحت أحاول وضع التمريض في كل عمل يحمده الناس مثل الاعمال التطوعية.

بفضل من الله وحده و بمنه علي أن يسر لي حفظ القران الكريم كاملا. " مما صعق الناس منه"  << لا أعلم الى الان  مالرابط بين التمريض وسوء الخلق >_< .

وبفضله أيضا بأن جميع المستشفيات التي أطبق بها رضيت بجلبابي ولم تعارض فكانت الصدمة الثانية وسمعتها كثير : "كيف ممرضة لابسة جلباب ومحجبة عدل !!! كيف ممرضة وحافظة للقران !!! "

ولكن بفضل من أكرم الأكرمين أن أعطاني حب مساعدة الغير و التخفيف عنهم ومراعاتهم ممن جعلني أبرز في عملي فحسنت نظرة المرضى نفسهم عن التمريض العربي أو بالأخص "السعودي" .

وربما تتسائلون أيضا كم أستغرق الوقت حتى تغيرت نظرة المجتم المحيط بي بالتمريض؟

سأقول لكم لم تكن رحلة قصيرة وليست هينة فقد أخذت مني أربع سنوات من المحاولات المستمرة ولكن بالعزيمو والتوكل على الله نصل الى ما نريد  =)

هذه هي قصتي ولوا تسألني ماشعوري نحو التمريض الان بعد ممارسته فعليا كعمل؟

 سأقول لك أحبه بل أعشقة رغم صعوبته ولكن  يكفيني سماع دعوة صادقة من قلب مريض  3>_3>




أعلم بأنها قصة طويلة ولكن لا يصح أن أبدأ بالاحداث التمريضية  دون ذكر أكبر حدث في حياتي وهو دخولي التمريض =)

دمتم تاجا على هامة الدنا  3>